موقع الأنصار في زيارة لعائلة المرحوم هارون إسماعيل
يتداول أنصار النادي الرياضي القسنطيني المتقدمون في السن إسم المرحوم هارون إسماعيل بكثير من الحنين و الإعتزاز..يذكرون إسمه كمسير تولى زمام النادي في ظروف جد صعبة بعد الإستقلال أين كان على العميد تضميد جروحه و إعادة بعث نشاطه بعد أن بذل الغالي و النفيس في حرب التحرير الكبرى.
المرحوم إسماعيل هارون رفع التحدي في إعادة النادي إلى الساحة الرياضية بعد أن غادرها تلبيةً لنداء ثورة التحرير، و بعد أن فقد 49 شهيدا من أبناءه فداءا للوطن.
رغبة من موقع أنصار النادي الرياضي القسنطيني في تسليط الضوء على هذه الشخصية و التعريف بها للجمهور الرياضي، قمنا بزيارة إبن المرحوم، السيّد محّمد هارون، فاستقبلنا مشكورا، و كان لنا معه هذا الحديث الشيّق.
{source}
<iframe width="640" height="480" src="/" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>
{/source}
بدايـة الحوار مع إبن المرحوم السيّد محّمد هارون الذي قدّم لنا نبذة عن مولده و نشأتـه.
بداية، والدي عُرف بإسم "إسماعيل" و لكن إسمه الحقيقي هو "مبروك"، ولد سنة 1933 بقسنطينة أين كانت العائلة تقطن بحيّ "السويقة" الشعبي..نشأ و ترعرع في الميدان الرياضي و كان لاعبا في صنف الأصاغر في صفوف النادي الرياضي القسنطيني..مع إندلاع ثورة التحرير الكبرى توقف عن اللعب تلبية لنداء الوطن و بدأ العمل السرّي في صفوف الحركة الوطنية، و بالضبط في منظمّة "المالغ"..و كان الأمر كذلك إلى أنّ منّ الله على الجزائر بالإستقلال سنة 1962.
س : بعد الإستقلال عاد المرحوم إلى صفوف النادي الرياضي القسنطيني لكن ليس كلاعب..
ج : نعم، سنّة 1963 ترأس والدي النادي الرياضي القسنطيني، و بلغ مجموع عهداته 9 سنوات كاملة على مراحل متفرّقة..و ما تجدر الإشارة إليه أن النادي في ذلك الوقت كان متعدد الرياضات، حيث تخرّج من صفوفه العديد من الرياضيين و الأبطال في مختلف التخصصات : كرة اليد، الملاكمة، الدراجات، ألعاب القوى، السباحة..إلخ.
س : ما الفرق بين تسيير النادي في ذلك الوقت و أيامنا هذه ؟
ج : في ذلك الوقت كنّا عندما نتكلّم على النادي نقول "الجمعيّة"، بمعنى الجمع، فأمور النادي كانت مهمّة الجميع و ليست مهمّة شخص واحد، والدي رحمه الله كان يحدثني عن ذلك، شعبية النادي و تغلغله وسط جميع طبقات المجتمع جعلت الكّل يساهم بما يستطيع المساهمة به، من داخل المدينة و خارجها، و والدي رحمه الله فعل نفس الشيء دون منّ و دون رياء.
س : هل لك أن تذكر لنا بعض الشخصيات التي عاصرها المرحوم ؟
ج : كما قلت لكم، الطابع الشعبي للسياسي جعل الكلّ يتعارف في محيط النادي، بل كانوا يشكلون عائلة كبيرة و يدخلون بيوت بعضهم البعض بكل أخوّة..يمكنني أن أذكر لكم على سبيل المثال لا الحصر : محمد بتشين، محمّد بن شعبان، سليمان بلجودي، بودربالة، بن صاري..و القائمة طويلة.
س : هل لنا أن تروي لنا بعض الذكريات من حياة المرحوم ؟
ج : في الحقيقة هناك محطّات سعيدة و أخرى حزينة في حياة والدي فيما يخص النادي..لا يمكنني إسترجاع كل ذلك لكن تستحضرني مثلا درجة فرحته سنة 1987 عندما تمّ إسترجاع إسم النادي و ألوانـه..قانون الإصلاح الرياضي كان قد أثر كثيرا على روح النادي مما جعله يفقد ذلك الوجود الروحي الرائع وسط سكان المدينة..فالسياسي لم تكن أبدا مجرد نادٍ رياضي، بل أكثر من ذلك بكثير.
س : كيف كانت علاقة المرحوم بالمسيرين و المدربين و اللاعبين ؟
ج : الحمد لله، الكل يشهد على علاقة الإحترام التي كانت سائدة آنذاك، فالمحيط الرياضي على بساطته إلا أنه كان يتّسم بالإلتزام و الجدية..فلكل عمله، و لكل مسؤولياته، لكن بكل موّدة و أخوّة..إذاعة سيرتا بثت أحد الأيام حوارا لمسيرين قدامى في الفريق الجار الذي كان سيلعب مقابلة في تونس، و صادف ذلك تواجد والدي رحمه الله صدفة في نفس الفندق، فدفع لهم ثمن الإقامة و وعدهم بمنحة خاصّة إن فازوا بالمقابلة قائلا لهم : أنا سياسي نعم، لكنني أيضا قسنطيني و جزائري.
س : و ماذا عن علاقته بالأنصار ؟
ج : نفس الشيء، فأنصار ذلك الزمن كانوا جد مختلفين عن أنصار اليوم، علاقته كانت يسودها الإحترام المتبادل، و الأنصار القدماء لا يزالوا يذكرون سيرته بكل خير.
آنذاك، كانت المشاحنات تحدث أثناء الجمعيات العامة، و تنتهي بإنتهاءها..ثم ينصرف الجميع ككتلة واحدة، أمّا اليوم فالتكتلات تمزّق جسد النادي كل يوم..و السبب واضح و هو ظهور ظاهرة "الزعامة".
س : ماذا تحتفظ به من ذاكرة المرحوم ؟
ج : والدي رحمه الله أنشئنا في بيئة تتنفس الأخضر و الأسود، فكل العائلة تناصر حصريا النادي الرياضي القسنطيني..أنا مثلا مارست رياضة السباحة، أخي رياضة كرة القدم، هناك من مارس الملاكمـة..إسم أبي إقترن بإسم النادي الذي عشقه، و نحن نشئنا أيضا في عشق هذا النادي.
س : هل كان المرحوم مريضا قبل وفاته ؟
ج : نعم، لقد عانى من مرض السكري، صراعـه مع هذا المرض إنتهى بإلتحاقه بالرفيق الأعلى يوم 06 جوان 1992.
من جانبنا ندعو للمرحوم "إسماعيل هارون" بالرحمة و المغفرة، و نرجو أن نكون قد وفقنا في نقل صورة عن هذه الشخصية للأنصار بقصد التعريف بها و إسترجاع ذكراها.
شكرا للسيد "محمد هارون" على الإستقبال و كرم الضيافة..و موعدنا إن شاء الله مع شخصية أخرى من الشخصيات التي كتبت أسماءها بأحرف من ذهب في تاريخ النادي الرياضي القسنطيني.
{phocagallery view=category|categoryid=19|limitstart=0|limitcount=0}
CSConstantine.Net : موقع أنصار النادي الرياضي القسنطيني
{source}
{jfusion_discuss 17327}
{/source}