منعرج الموسم.. لمن ستكون الكلمة ؟

CSC
 

منعرج الموسم.. لمن ستكون
الكلمة ؟


انتظرت لغاية اللحظة قبل أن أكتب هذه الكلمات، فقبل ساعات فقط كنت أؤمن أنّ العدالة ستتكرّس لا محالة في قضيّة البرمجة رغم التهديدات السابقة من هنا و هناك، قلت في قرارة نفسي أنّ القضيّة قضيّة وقت فقط و لن تجرؤ الهيئات الكروية في البلاد على مثل هذا النوع من الحماقات، لكن لعليّ كنت ساذجا كثيرا و ها هي الرابطة تواصل حماقاتها المتكرّرة و ترسّم مباراة "العميد" ضدّ "الموب" في نفس يوم مباراة نفس الفريق في العاصمة النيجرية في مسابقة الكاف، فاتحة بذلك على نفسها و على المسؤولين على الكرة في الجزائر أبواب الجحيم٠

 

 



لكي نضع الجميع في الصورة، بداية هذه القضيّة بدأت عند تأهّل النّادي الرياضي القسنطيني إلى منافسة كاس الإتحاد الإفريقي بعد نيله المركز الثالث الموسم الماضي، و هنا بدأت حركة مسعورة لدى الرابطة و معها الفيدرالية من أجل الوقوف أمام مسعى الفريق من أجل المشاركة الأولى له في هذه المنافسة٠ فأوّلا صرّح رئيس "الفاف" أنّه لا يحبّذ مشاركة الأندية الجزائرية خارجيا بما أنّها تغادر من الأدوار الأولى دائما، و هذه أوّل مرّة نسمع هذا الكلام من هذا الشخص، فربّ صدفة خير من ألف ميعاد٠ و نحن نجيبه أنّ المنتخب الوطني سيشارك للمرّة الرابعة في كأس العالم و إن كان سيشارك من أجل المشاركة فقط فلا داعي للذهاب إلى البرازيل ... حسب منطقك طبعا٠

الحملة المسعورة كما قلت تواصلت دون انقطاع و كان السبب دائما و أبدا أنّ "الفيفا" تريد إنهاء المنافسات فبل نهاية شهر ماي للسّماح بإجراء كأس العالم، و الكلّ يعلم أنّنا حتما لن نلعب مباريات أكثر من اندية أوربا فلماذا كلّ هذه الضجّة ؟

شباب قسنطينة ناد جزائري سيمثّل الجزائر إفريقيا، و سيكون في سابقة تاريخية عالمية اوّل فريق يلعب مباراتين رسميّتين في مسابقتين معتمدتين و مختلفتين في بلدين مختلفين و في يوم واحد ؟؟ هذا ما جداته عليه أدمغة مسؤولينا و كلّفوا أنقسهم مشقّة التاكيد على أنّ الرابطة لن تقدّم أو تؤخّر أيّ مباراة مهما كان الظرف٠

قرباج قبل عامين لم يجد مانعا من تأجيل مباراة في البطولة لفريقه المحبوب شباب بلوزداد و التي كانت مبرمجة بأكثر من 48 ساعة قبل التنقّل خارجيا ؟ هل يعقل هذا ؟ هو يعلم أنّه بهكذا ممارسات لن يحلّ مشكلة ضعف مشاركات الأندية الجزائرية إفريقيا، على العكس تماما، سنكون بعيدين من جهة على المستوى الإفريقي، و أيضا سيصبح التنافس على المراكز الأولى بلا معنى بما أنّ للجميع نفس المصير في الأخير٠

أتساءل فقط لو تسمع "الفيفا" هذه القصّة، ماذا سيكون موقفها و هي التي تمنع منعا باتا خوض أيّ فريق ينضوي تحت لوائها مقابلتين إلاّ قبل أكثر من 48 ساعة كاملة، و الطامّة أنّ هذه المعضلة ستتكرّر طوال المشاركة الإفريقية، فأين المفرّ من سياسة الترقيع التي تريد أن تنتهجها إدارتنا ياللعب بفريقين و التباهي بوجود الإمكانيات بدل المطالبة بحقوقها و عدم الرضوخ لهذه الإستفزازات المقصودة٠

أنا ضدّ من يعتبر هذه المشاركة ستكون رمزية و لا ضرر من الإنسحاب أو الإقصاء من الأدوار الأولى، نحن ابتعدنا من البطولة أكثر فأكثر و مشوار الكأس المحلّية مازال بعيدا، فهل تريدون لقبا حقّا بهذه العقلية الإنهزامية ؟ قرباج و روراوة مسؤولان بطريق مباشرة عمّا حدث، لكن نحن أيضا ـــ وكعادتنا للأسف ـ لم نحسن الدفاع عن مصالحنا، و إلاّ كيف نفسّر هذا السكوت المحيّر عن هذا الأمر قبيل أقل من أسبوع عن الموعد المحدّد بـ8 فيفري، و هذه القابلية لأيّ قرار نتلقّاه من لدن هؤلاء الذين آخر اهتماماتهم "السياسي" ؟

م.عبد الرؤوف

 

 


Vidéothèque

Top