وقفة تأمل : قليلا من الإحترام ٠٠
أضحى موضوع أخلاقيات مهنة الصحافة يفرض نفسه بقوّة ف خضمّ تناسل الجرائد بمختلف أصنافها، خاصّة الرياضية منها، و كذا في ظلّ وقوع كثير من الأحداث جعلت الموضوع يطرح للنقاش٠ حيث يعتقد كثيرون أنّ ما تحمله كلمتا الصحافة و الأخلاق من فرقة أكثر ممّا تحملانه من تقارب، و قد أدىّ استعمال الصحافة في صراعات رياضية بين أشخاص، إلى الإساءة إلى صورة هاته الوسيلة الإعلامية و النيل من مصداقيتها لدى الجمهور٠
لنركّز كلامنا على الصحافة المكتوبة التي هي مقرّبة من فريقنا و تخصّص له صفحات و صفحات يوميا، بكل ما تحمله من أخبار تهمّ النّادي و أنصاره، و أيضا كلّ ما تضعه من "تفاهات" لا يجد القارئ معنا لها !
من خلال مطالعتنا لكثير من الصحف العالمية و حتىّ الوطنية المحترمة منها و المحترفة، نجدها تركّز مقالاتها حول أخبار يوميات النّادي، جديد اللاعبين و المسيّرين، تغوص في تاريخ الفريق لتعرّف به للجيل الجديد، تنقل بصدق التصريحات، تنشر إحصائيات شاملة جدا تهمّ المباريات، لكن للأسف معظم الجرائد المهتمّة بـ"السياسي" تعمل لتحقيق مآرب أخرى منها : الربح المادي، الفتنة بين أنصار الفرق، التلاعب في التصريحات، ضرب مصلحة الفريق، نقل أخبار أكثر من تافهة، التنافس فيما بينها بطرق ليست شريفة٠٠٠
أكثر ما يؤلمني في الأمر و يحزّ في نفسي كمناصر لهذا الفريق هي أنّ هاته الصحف تتطاول على أنصار النّادي و تتكلّم باسمهم ! كأنّها تتحكّم في رأي المناصرين الذين همّهم الوحيد من شراء الجريدة هو فقط معرفة جديد نادي، لا غير٠
بالإضافة إلى "الثقافة" الجديدة المنتشرة حاليا، بسرقة الأخبار من هنا و هناك و نسبها إليها، خاصّة من المنتديات، و موقع الأنصار كثيرا ما تعرّض لمثل هكذا ممارسات، و بهذا يضربون بأخلاقيات مهنة الصحافة عرض الحائط، و المعضلة الكبرى عندما يأتي الصحفيّ بعدها و يقول أنّ الجريدة تلقت آلاف الرسائل و المكالمات من الأنصار !! هل يظنّون أنّ هذا الفعل المشين سيجلب لهم الفخر و الشهرة ؟
كلّنا نعلم أنّ دافع هؤلاء الصحافيين ليس حبّ الفريق، و هذا من حقّهم، لكن قليل من الإحترافية لن يضرّ أحدا، لأنّ صحافة "الهاتف" و الكتابة "حسب الطلب" لم يدرسها أيّ إنسان إمتهن الصحافة، أقول هذا الكلام لكي لا يفهم أنّ هذا العمل الذي يقوم به الكثيرون، صحافة٠
الشيء الذي جعلنا نقول هذا الكلام هو إيماننا بالدور الذي تلعبه السلطة الرابعة في صنع القرارات، لدى صرخة من مناصر بسيط أبعث بها لهم من هذا المنبر : قليلا من الإحترام من فضلكم ٠٠
م٠عبد الرؤوف
