مسيرة بطل
يعتقد الكثير من متتبّعي بطولة هذا الموسم أن "السياسي" يؤذي في مشوار جيّد لحد الآن، و هو اعتقاد منطقي إلى حدّ بعيد أساسه أنّ الفريق يتربّع على عرش البطولة و منذ الجولة الأولى و أيضا من دون مقاومة كبيرة، ستمكّنه من لعب مرحلة العودة بأسبقيّة 5 نقاط مهمّة عن الملاحقين٠
كيف حقّق العميد هذه النتائج ؟ أكيد أنّ إحصائيات مرحلة الذهاب هي التي ستجيبنا على تساؤلنا، و هي التي نُشر بعضها في الموقع منذ أيام، إذ تبرز أنّ العامل الذي كان وراء تألّق الفريق هو جمعه لعدد كبير من النقاط وصل إلى معدّل نقطتين في المباراة الواحدة ما يعني مثلا فوزا داخل الدّيار و تعادلا خارجه؛ أي أنّ صلابة الفريق هي التي مكّنته من تحقيق هذا الرقم٠ و حتىّ عندما سجّلنا تعثرين متتاليين، إستفاق الفريق و عاد إلى سكّة الإنتصارات سريعا، و هذه ميزة الفرق الطموحة التي تسير على الهدف المسطّر طوال الموسم مهما حدث٠ الشيء الإيجابي أيضا أنّ الفريق فاز في أكثر من نصف مبارياته رغم أنّه لعب أقلّ من نصفها على أرضه، و انهزم مرّة واحدة فقط و بفارق هدف واحد فقط وضع حدّا لعذرية شباكنا التي لم تهتزّ قبل ذلك إطلاقا٠
في هذا الصدد، الدفاع قام بأكثر من واجبه حيث لم يتلق هدفا في أكثر من ثلثي لقآته، وأكثر من نصف مبارياته خارج دياره خصوصا، فنال بجدارة لقب أحسن دفاع يحمي عرينه حارس أبان عن مستوى استثنائي٠
على العكس من ذلك، لم يقدّم هجوم الفريق الشيء الكبير و لم يوازي مستوى و ترتيب الفريق حاليا، إذ يتقدم على هجوم فريق واحد فقط في مؤخرة الترتيب بمعدّل أقل من هدف في المباراة، بل أكثر من هذا أنّ قرابة نصف هذه الأهداف لم يسجّلها مهاجمون٠ هجوم يضمّ عدّة لاعبين لم يبرهنوا أبدا عن إمكاناتهم، حتىّ أن 3 منهم لم يسجّلوا ما سجّله لاعب واحد من الوسط رغم نيلهم لفرص عديدة و متكرّرة٠
بدوره، الطاقم الفني عرف كيف يقود الفريق للقمّة و صمد ضد رياح التغيير التي كانت تعصف بالمدربين كلّ موسم في الشباب، فحلّ هذه العقدة أتت بثمارها أيضا٠ خزار إعتمد على مجموعة من اللاعبين الذين لعبوا كأساسيين باستمرار، كما لم يلعب قرابة ربع التعداد و لا دقيقة واحدة٠ رغم هذا، إستقرار التشكيلة أعطى مفعوله و هو ما لم يمنع خزار من استخدام بعض الأواسط في مباريات معينة٠
عامل آخر ساعد و بقوّة في هذه النتائج، و هي الإدارة الحاضرة دوما مع الفريق، فرغم المشاكل التي نسمع عنها مؤخرا و التي نأمل زوالها، لكن اللاعبين و الطاقم الفنّي يصرّحون دائما أنّهم يجدون راحتهم في الفريق من الناحية المعنوية و المادّية، و هنا ندرك دور الإدارة الفعّال في نجاح الفريق و استقراره و الذي غاب عنّا لسنوات٠
لن يكون هذا التقييم شاملا دون الحديث عن الدور الكبير الذي يلعبه أنصار شباب قسنطينة في هذه المرحلة٠ أنصار برهنوا للمرّة الألف أنّهم الأحسن و الأوفى فأبهروا كلّ المتتبّعين و ملؤوا المدرّجات عند كلّ استقبال و غزو كلّ المدن عند كلّ تنقل فنالوا العلامة الكاملة و هم مقبلون على مرحلة أخرى من التّميز نختمها إن شاء الله بالفرحة الكبرى في نهاية العام٠
م٠عبد الرؤوف
