أدركنا أخيرا أنّ ٠٠
بداية أقلّ ما يقال عنها أنّها حرجة، تلك التي يحقّقها فريقنا مع بداية هذا الموسم في أوّل تجربة له في القسم الأوّل في ثوبه المحترف٠ نقول حرجة، ليس على مستوى النتائج فقط و التي تراوحت في فوز، تعادل و هزيمة، و لكن بعد هذه الضجّة الإعلامية و الجماهيرية التي أحدثتها قضيّة السياسي و مسؤولي الكرة في الجزائر، و هذا ما صعّب بدايتنا أكثر٠
لم يكن أنصار الفريق يتصوّرون أنّ التعادل المسجّل أمام بجاية في افتتاح الدوري، سيكون فاتحة لمجموعة من الأزمات التي ضربت العميد بعد ذلك اللقاء٠ فالسنافر الذين آمنوا بقدرات فريقهم رغم التّعثر لم يكن لهم الوقت الكافي لاسترجاع أنفاسهم، حتىّ أطلّت علينا الإتحادية بسابقة تاريخية لهيئة رسمية جزائرية، حيث وصفت مسيّري الفريق بأبشع النعوت، و كعادتها ألقت عليهم كلّ اللوم في شيء هي تجهله تماما، و وصل بها إلى أن تتمنىّ أن يكون لدى الفريق مستقبلا مسيّرون أكفّاء و كأنّ هذه الهيأة "غاضها" الفريق و أصبحت تفكّر فيه و تعرف مصلحته من غيرها، بينما الحقيقة التي يقرأها أيّ عاقل ما بين السطور هي إهانة لعميد الأندية الجزائرية و النادي الأكثر شعبية٠
الكلّ يعلم نهاية القصّة و يعلم أنّ السياسي كان على حقّ، لهذا سنخوض الأمر من زاوية أخرى و نتساءل عن سرّ الخرجة غير المنتظرة لبوالحبيب و بقية المسيرين في بداية الموسم باضبط تجاه الفاف و الرابطة ؟ هل كان تصرّفا حكيما من طرفنا عندما فتحنا على أنفسنا جحيمهما ؟ البعض يقرأ هذا على أنّه إنذار من الإدارة الخضراء و تنبيه على أنّ "الخضورة" عادت لتكون كبيرة كما كانت، و لا يجب التعدّي عليها، و إلاّ فنحن قادرون على فعل أيّ شيء٠
كثير من المتتبّعين أجزموا أنّ المسؤولين على الكرة في بلادنا لن يمرّروا قضية "التبهديلة" التي أخذوها من مسيّري الفريق هكذا، و أنّهم سيعملون جاهدين بشتىّ الوسائل المشروعة و اللامشروعة من أجل عرقلة حتىّ لا نقول تحطيم العميد، لكن لا أظنّ أنّ مسيّرينا سيلعبون دور المتفرج حينها، و هم الذين لهم من الخبرة ما يسمح لهم بالتصدّي لكلّ محاولة لزعزعة استقرار النّادي، و هو دورهم الواجب القيام به٠
الآن و بعد تأهيل اللاعبين بالكامل، نجد أنفسنا مقتنعين أنّ خلاصة هذه التجربة التي خضناها مع بداية هذ الموسم، هي أنّ لـ"السياسي" أعداء و ما أكثرهم، و أنّه بالأحرى غير مرحّب بنا في الرابطة الأولى من الذين يخافون زوالهم بقدوم العميد٠
م٠عبد الرؤوف
