"الخضورة" و.... "الخضرة"
إنتابني شعور غريب هذه الأيام حيالَ واقع فريقنا المحبوب "السياسي"، شعور إمتزج فيه قلق للحالة التي وصلنا إليها، يعاكسه شعور آخر يزيد عشق الفريق في قلبي. هذا الشعور أظن أنه يخالج معظم "السنافر" المحبين لفريقهم و هم يرون حاله هذه الأيام و قد تدهورت و وصلت إلى درجة الحضيض و الإنهيار.
رأينا كيف أنّ جل الأنصار قد تناسوا أمور و شؤون "السياسي" و تخلوا عنه و هو في أحلك ظروفه، تخلّوا عنه هذه المرّة و نحن الذين كنا نلقبهم بأوفى الأنصار في الجزائر، و نؤمن بذلك. إذن ما الذي جعل هؤلاء الأنصار يفارقون ناديهم بكل هذه البساطة؟؟ أردت أن أقنع نفسي أن المنتخب الوطني سلب العقول، و جلب إليه الإهتمام، وهم محقون في الإلتفاف حول الراية الوطنية، وها قد وصلنا إلى كأس العالم. لكن حسب رأيي أؤكد أنها ليست ذريعة أبدا، وهي ليست عائقا أمامنا لمواصلة مناصرة "الخضورة" موازاة مع "الخضرة".
كيف ننسى في لحظة أننا كبرنا و نحن نعشق اللونين الأخضرو الأسود، و نهتف دائما بحياة "السياسي"، كيف ننسى أننا كنّا نتألم لأحزان "العميد" و كان ذلك يزيدنا حبا و عشقا له. كيف إذن هذا الموسم نتخلى عن كل مشاعرنا تلك، و نبرر ذلك بسوء النتائج و الفريق الوطني؟؟ لا و ألف لا... هذا لا يأتي أبدا من مناصر حقيقي يعرف معنى حب النادي و يجعله مسألة لا نقاش فيها.
هذا الإهمال الجماهيري بدأنا نلاحظه منذ بداية الموسم و من خلال المباريات الأولى، و هو ما يسقط فرضية أن سوء النتائج هي السبب في ذلك. و ما يزيد في الإستغراب هو الحضور المحتشم للجمهور في "الداربي" و غياب أدنى إهتمام إعلامي أو جماهيري به في سابقة، و هو ما يجعل المقارنة بينه و بين داربيي الموسم الماضي فقط -كي لا نذهب بعيدا- ضربا من الخيال ؟؟
آووو...لماذا كل هذا التشاؤم؟؟ لقد حز نفسي كثيرا مظهر المدرجات عندما أدخل الملعب و هي خاوية على عروشها حتى أتساءل : هل حقا "السياسي" هي من ستلعب فعلا؟ و لولا وجوه "لاعبينا" التي أعرفها لشككت في الأمر. ألهذا الحد ؟؟ أمر خطير جدا يستوجب دراسة أسبابه و حلها.
"السياسي" رابع الترتيب و بفارق ضئيل عن المتصدر و بنفس وتيرة الموسم الماضي بالضبط، نفس الملعب، نفس الإمكانيات و لكن الآراء تختلف، هل لأن مستوى اللاعبين ضعيف؟ أقول أن هذا ليس سبب بل خطأ نرتكبه لأنه لو تركنا لهم الحرية سيفعلون أكثر مما يشاؤون و لن يحاسبهم أحد، فنحن نعرف أن الأنصار فقط هم الرقيب و الحسيب في الفريق و هم من يحملون همه.
إذن فلنبتعد عن هذه الأفكارالخاطئة و السلبية و لنلتف وراء "السياسي" لا غير كما كنّا و كما سنكون إن شاء الله و لا نترك الفرصة لمصاصي الدماء و باردين القلوب يحطمون الفريق أكثر، و لنفكر في المستقبل القريب جدا، بدءا بلمّ الشمل و إنجاح الميركاتو و تنظيم الصفوف لبدء مرحلة العودة بقوة و المنافسة دائما على اللقب.
م.عبد الرؤوف
