المتتبّع للمشوار المحصّل في بطولة هذا الموسم يرى تقارب بين مستوى هذه السنة و مستوى السنة الماضية على الأقلّ خلال مرحلة الذهاب حتىّ نكون عادلين في هذه المقارنة٠ هذا التقارب ترجمته العشرون نقطة التي نحوز عليها قبل جولة من نهاية الشطر الأوّل و التي لا تفوق حصيلة الموسم الماضي سوى بنقطة واحدة٠
يتميّز فريق هذا الموسم عن سابقه بأنّه أكثر واقعية، و السبب أنّه حقّق كلّ انتصاراته ضدّ فرق أقلّ مستوى، بحكم ترتيبها بعد "السياسي" فيما لم نحقّق أيّ فوز ضدّ فرق المقدّمة٠ من الجانب الآخر، تمكن رفاق بزاز من تحقيق انتصار على الأقل خارج القواعد على عكس الموسم الماضي أين تميّز رفقاء دحمان بالمزاجية و رفع التحدّي بالفوز ضدّ فرق أعلى الترتيب من أمثال سطيف بالثلاثية، الحرّاش بالرباعية، المولودية و غيرها، لكن كثير من النقاط كانت تضيع بسهولة خاصّة في حملاوي٠
حتىّ من ناحية الأهداف، فرغم تحسّن هجوم الفريق مقارنة بالعام المنصرم، لكن قابله تدهور في آداء الدفاع، و الكلام هنا ليس عن الكمّ حيث نجد تقارب كبير، لكن عن كيفية الأهداف المقبولة من الدفاع التي كثيرا ما كانت ساذجة هذه المرّة، و كذا عن مسجّلي الأهداف (أغلبيتهم مهاجمين)
هذه الإحصائيات لا تعني أنّ مردود الفريق لم يتطوّر في موسمه الثاني في البطولة المحترفة، بالعكس، فهو في مرتبة أحسن من ما كان عليه الموسم الفائت، بعدد أقلّ من المباريات في حملاوي، بلاعبين أكثر نضجا، بأحسن هدّاف في البطولة، و أكثر من ذلك بثلاثة لاعبين في المنتخب خلّفه صدى إعلامي كبير حول "العميد" جعل الجماهير و خاصّة الإعلام يضغطون من أجل رفع سقف طموحات الإدارة في الوقت الحالي التي راهنت على البقاء فقط كهدف٠
هذا الهدف المسطّر أثار عديد التساؤلات بما أنّ الكثيرين يرون في الفريق قادرا على لعب الأدوار الأولى نظرا للإمكانات البشرية و المادية التي يحوزها، لكن الواقع أيضا يقول أنّ "السياسي" الصاعد الموسم الماضي فقط و غيّر تركيبته من اللاعبين بأكثر من 70%، و بمدرّب جديد رغم أنّه عالمي، و هو الرأي الذي تتبنّاه الإدارة في مختلف تصريحاتها٠
الميركاتو القادم سيبيّن أكثر نوايا الإدارة لما تبقى من هذا الموسم، و نوعية اللاعبين الذي ستجلبهم ـرغم أنّ النوعية مطلوبةـ ستحدّد مسار الفريق خلال مرحلة العودة، و منافسة الكأس، بعد أن تبيّن بعض الخلل على مستوى بعض المناصب٠ فبعد تنصيبها مؤخرا، ستخوض الشركة الجديدة للفريق بقيادة "الطاسيلي" أوّل تحدّياتها بغية إنجاح عملية الإستقدامات٠
