المعروف في الوسط الكروي الجزائري أن صراعا ينشب دائما بين فريقي مولودية الجزائر و النادي الرياضي القسنطيني حول من منهما يملك الشرعية التاريخية في كونه عميد الأندية الجزائرية.
وإذا كان العاصميون يرون أن المولودية تأسست سنة 1921م قبل 5 سنوات من نشأة النادي الرياضي القسنطيني سنة 1926م فان أبناء الجسور المعلقة يرون أن فريق النادي الرياضي القسنطيني الذي بعث سنة 1926م ما هو إلا امتداد تاريخي لجمعية إقبال "1898م" و النجم الرياضي المسلم القسنطيني "1917م" خاصة وهو يحمل نفس ألوانهما( الأخضر و الأسود ).
وبالتالي فان النادي الرياضي القسنطيني هو عميد الأندية الجزائرية لان تاريخه يمتد إلى قرن و10 سنوات قبل الآن فإننا نعتذر مسبقا في حالة عدم كفاية المعلومات التاريخية لقلة المراجع والبعد الزمني للأحداث التي صاحبت مسيرة ذو اللونين الأخضر والأسود منذ سنة 1898م (في نهاية القرن 19) .
1898م = ولدت جمعية " إقبال "
بعد سقوط مدينة قسنطينة في 1837م في يد المستعمر الفرنسي ظلت الحركة السياسية الجزائرية نشطة حركها الشبان الوطنيون وفي نهاية القرن 19 رأى الوطنيون في قسنطينة ضرورة إنشاء جمعية رياضية إسلامية تكون غطاء للنشاطات السياسية و في إحدى الاجتماعات السرية ثم رسميا إنشاء جمعية رياضية تحت اسم إقبال "IQBAL" وكان دالك في صيف سنة 1898م وقد تم اختيار ألوان الفريق بالأخضر و الأسود لاعتبارات دينية و توجهات سياسية فالأخضر يرمز لدين الإسلامي و الأمل في الحرية و الاستقلال أما الأسود فكان حداد و حزن للحقبة الاستعمارية في الجزائر و يقال أن المرأة القسنطينية ترتدي أيضا "الملا يا" السوداء منذ سقوط مدينة قسنطينة في يد المستعمر الفرنسي .
واستمرت جمعية إقبال في أداء لقاءاتها الكروية في أيطار ودي حتى سنة 1914م تاريخ اندلاع الحرب العالمية 1 حيث قامت السلطات الفرنسية بالتجنيد الإجباري لكافة أعضاء و مؤسسي "إقبال" و بعثت بهم إلى جبهات القتال أين لقي العشرات منهم حتفهم و توقفت المسيرة تماما طيلة سنوات الحرب العالمية 1 (1914م-1917م).
و بعد نهاية الحرب العالمية 1 قام من تبقى من أعضاء "إقبال" ببعث ناد رياضي جديد يكون امتداد للجمعية الأولى مع المحافظة على نفس الألوان (الأخضر و الأسود) و نفس الأهداف فتم إنشاء نادي النجم المسلم القسنطيني " Etoile Club Musulman de Constantine " وكان دالك سنة 1917م لاكن النادي لم يعمر طويلا رغم نهاية الحرب العالمية 1 و توقيع الهدنة في 11 نوفمبر 1918م علما أن الحكيم موسى كان رئيسا لفريق "النجم المسلم القسنطيني" و كانت اجتماعاته تعقد في "فندق الزيت" .
ورغم ان السلطات الاستعمارية تفطنت لأهداف النجم القسنطيني وأوقفت نشاطه إلا انه خلال مسيرته القصيرة تمكن من الفوز بكاس شمال إفريقيا بعد أن حاز أولا على فوز تاريخي على نادي "منستبي" من العاصمة بهدفين لصفر سجلهما احمد زلاقي المدعو "النمر" و العمري قداوي و جرت المقابلة بإحدى ساحات "شومانوفر" (1 مايو حاليا) و تنقل النجم من قسنطينة إلى العاصمة على متن القطار و بالمجان بعد تعاطف احد السككيين معه و بلغ الوفد 11 لاعب و مسيرا 1 فقط.
وفي الدور النهائي من كاس الجزائر فاز النجم في صيف 1917م على فريق "RS Algérois" بنتيجة (2-1) و تنقل برا إلى العاصمة التونسية ودخل ملعبها (ملعب الشاذلي زويتن حاليا) أمام الآلاف من الجماهير وكان الفوز حليف القسنطنيين (4-2) أمام فريق فرنسي يمثل العاصمة التونسية وبعد الفوز بكاس شمال إفريقيا و الفرحة التي عمت مدينة "سيرتا" بعدها خشيت السلطات الفرنسية من زيادة النشاط الوطني لهدا الفريق فقامت بحله في نهاية سنة 1918م و انتهى بدالك الفصل الثاني من تاريخ اعرق الفرق الجزائرية وكان الركود هده المرة طويلا لأنه امتد ثماني سنوات كاملة.
26 جوان 1926م = "النادي الرياضي القسنطيني Csc"
و في سنة 1926م بلغ الوعي الوطني ذروته و تم إنشاء "حزب نجم شمال إفريقيا " برئاسة مصالي الحاج وبعد 3 أشهر من دالك و بالضبط في 26 جوان 1926م تم الإعلان عن ميلاد النادي الرياضي القسنطيني "Csc" ومن الحاضرين في اجتماع التأسيس موفق عبد الرحمان , الحكيم زرقين , محمد السعيد لفقون , بن شريف حسين , بوحيرد حاج ادريس , بلحيمر الصغير , بن باديس الزبير , بن تليس محمد , العجابي رشيد , بن عزوز خودير , بلجودي حميدة , وأسندت الرئاسة إلى الفقون محمد , وتم الاحتفاظ باللونين الأسود و الأخضر ليكون " سي . أس . سي " امتداد تاريخيا "لجمعية إقبال"و "النجم المسلم القسنطيني"
و لخلق هدا المولود الجديد وضعت السلطات الفرنسية العديد من الشروط لقبول ملف اعتماد الفريق و منها ضرورة وجود عنصرين فرنسيين على الأقل كما لم يكن للفريق مقر فكانت الاجتماعات تعقد في مقهى "بن العايب" او مقهى "بن يمينة" واللذين كانا يتواجدان بما يسمى حاليا نهج العربي بن مهيدي و تخبط النادي القسنطيني في أزمة حادة مما دفع بمسيره الحكيم موفق لمراسلة باي تونس طلب للمساعدة دون جدوى
فاز على الاتحاد القسنطيني و خلق رعبا لدى الشرطة الفرنسية
و أصبح لنادي الرياضي القسنطيني جمهور كبير طيلة الفترة من 1898م تاريخ تأسيسه إلى غاية 1939م التي عرفت اندلاع الحرب العالمية 2 و تجميد نشاط الفريق كما كان عليه الحال مع "إقبال" غداة اندلاع الحرب العالمية 1 و من جملة ما سجله الفريق المسلم "Csc" فوزه سنة 1934م على الاتحاد القسنطيني (الفريق الفرنسي الأول بالمدينة) مما خلق رعبا لدى الشرطة الفرنسية لكن اندلاع الحرب العالمية 2 في 3 ديسمبر 1939م أدى إلى الخدمة العسكرية الإجبارية لعدد من اللاعبين و إغلاق أبواب الرابطة الجهوية بسبب الحرب و تفرق ما تبقى من لاعبي "النادي المسلم القسنطيني" على لاعبي الأحياء لممارسة كرة القدم في غياب فريق رسمي و بطولة رسمية و دام هادا الحال حتى نهاية الحرب العالمية 2 سنة 1945م
الرابطة الشرقية المسلمة و الخيانة
وبعد إنزال الحلفاء و إعادة بعث المشاط الكروي في الجزائر حاولت فرق الشرق المسلمة إنشاء الرابطة الشرقية المسلمة لكرة القدم لكن المعلومات السرية عن الاجتماع تسربت للسلطات الاستعمارية بفعل الخيانة مما أدى إلى شنها لحملة اعتقالات واسعة كان من بين ضحاياها المرحوم الحاج السعيد الشريف رئيس "النادي الرياضي القسنطيني"
وخوفا من تمادي "النادي الرياضي القسنطيني" في نشاطه السياسي قامت السلطات الفرنسية بوضع رئيس بلدية قسنطينة طهران وهو عربي موال للاستعمار على رأس "النادي الرياضي القسنطيني" لاكن الفكرة لم تعط ثمارها لان أعضاء "النادي الرياضي القسنطيني" سرعان ما عادوا
والف شكر لكم