لن نعود لتحليل المباراة لأنها من الماضي، لكن خلاصتها تكمن في نقطة مهمة و هي مستوى آداء خطوط الفريق: حيث كنا سابقا نشتكي من هشاشة الخط الخلفي الذي كان يتلقى أهدافا بالجملة في كل المقابلات، وصلت إلى حدّ الثلاثية في بعض المباريات، و فسرنا ذلك بالنقص الفادح لعدد اللاعبين على مستوى محور الدفاع و انخفاض مستوى آخرين. فيما أرجع البعض المشكل للحارس ضيف في لقاءات أخرى.
و كنا حينها نطالب بجلب عدة مدافعين في الميركاتو القادم لتدعيم الدفاع جيدا، و كادت تكون قناعة لدى الكلّ بهذه الضرورة القصوى، لكن لا أحد التفت و قال: و الهجوم ؟؟ هل لأن وشام و دراج سجلا ثنائية لكل منهما خارج الديار، نغض الطرف عن هذه المشكلة التي أرّقت "السياسي" و ترؤقه كل موسم، ألا وهي النجاعة الهجومية.
و الذي يجعل القصة غريبة حقّا هو أن الشباب لا يسجل بمهاجميه في حملاوي ؟؟ أهي مصادفة رغم أنّي لا أظن ذلك، أم هي أسباب أخرى التي جعلت ضربات الجزاء و الأهداف التي يسجلها المدافعون ضد مرماهم هي منقذ "السنافر" ؟؟
من خلال الإحصائيات نجد أنّ هجوم الفريق سجل 7 أهدف داخل الديار، هدفين فقط منها سجلها المهاجمون، و الأكثر من غريب أن هذين الأخيرين أحدهما غادر الفريق و الآخر من الأواسط و لا يلعب كأساسي مؤخرا، ممّا يعني أن الثلاثي وشام- بوقوس- دراج لم يقدروا على هز الشباك حتى ضد أضعف الفرق رغم أنهم جميعا لعبوا مطوّلا مع فرق كبيرة في القسم الأول .
و الله لغز محير حقا ؟؟ نستقدم لاعبين في المستوى مع أنديتهم و عندما يصلون إلى "السياسي" "يتعوجو رجليهم".
هذا هو الحال هذا الموسم إذن بعد أن حسّن الدفاع من آدائه و حافظ على شباكه في ثلاث مناسبات أخيرة، مشكل آخر يظهر: الهجوم، و كأن مشاكل الفريق لن تنتهي أبدا.
و حتى قرار الرابطة لن يسمح باستقدام سوى لاعبَين اثنين فقط. لا ندري هل سندعم به الدفاع و الإطمئنان عليه أكثر خاصة و المنافسة ستشتد، أو ينعش به الهجوم الضعيف قليلا لخلق نوع من الفعالية تمكننا من المواصلة؟
سؤال يبقى مطروحا لغاية فترة التحويلات بعد أكثر من شهر من الآن، قبل ذلك لننتظر و نرى مستوى آداء القاطرة الأمامية على الأقل في آخر جولات الذهاب إن تحسن، أم أنّ عقدة حملاوي ستظل تلاحق المهاجمين خاصة و نحن نستقبل مرتين في آخر جولتين.